:: رقعة الشطرنج :: قصة قصيرة ::


رقعة الشطرنج

قصة قصيرة

(1)
لا ادرى لما احسست بالرهبة و انا اتجتاز مدخل ذلك الفندق الفخم الذى اكتست جدرانه الكبيرة بالكثير من الصور للعديد من المشاهير الذين كانوا قد اقاموا هنا في يوم من الايام
لم اتخيل انى فى يوم من الايام قد ادخل الى مثل هذا المكان و لا انكر اننى طالما قد تمنيت دخوله و لكن لا ادرى لماذا اشعر بالقلق الان
لا ادرى ان كانت تلك الفخامة المنتشرة فى كل ركن من اركان هذا المكان الاشبه بالحلم هى السبب ام تلك المكالمة الغريبة التى جائتنى من ذلك الصديق القديم الذى لم اراه منذ اكثر من عشرة اعوام.
" انى اشتاق للعب الشطرنج معك مثل ما كان فى تلك الايام الماضية "
هكذا قال لى فى تلك المكالمة المقتضبة و لكن لا ازال اشعر بالقلق
" انا هنا من اجل لعب الشطرنج و فنجان من القهوة الدافئة و قليل من الذكريات المبهمة"
هكذا كنت احاول ان اطمئن نفسى.
(2)
امتد يده فى دفئ تصافح يدى و لم يكن غريبا ان تطاول المصافحة بعد غياب طويل استمر قرابة العشر سنوات
لا ادرى لما احسست ان ذلك الانسان لم يكن هو من كان صديقا لى من قبل
نعم فانا لم اعهد فى عينيه تلك النظرة الحزينة فلطالما كان اكثرنا تفاؤلا و املاً و نجاحاً ايضا
فاى نجاح اكبر من ان يحمل لقب سفير و انا لا ازال كما كنت منذ عشر سنوات و ربما ساظل هكذا مدد اطول و اطول من تلك العشر سنوات
(3)
" شطرنج و فنجان من القهوة و قليل من الذكريات المبهمة "
هكذا قولتها من دون ان يسمعنى و انا انظر الى تلك الطاولة التى استقرت فوقها تلك الرقعة الصغيرة و استقرت فوقها تلك القطع الصغيرة بجوار ذلك الابريق الذى مازال البخار يتصاعد من فوهته
(4)
- اسود او ابيض؟؟
هكذا قالها تاركا لى حرية اختيار احد اللونين لابدأ اللعب
- ابيض
- اتدرى ما الفرق الوحيد بين الشطرنج و بين عالمنا الحقيقى؟
اهز راسى بالنفى و انا لازالت اتابع وضع قطعى فى اماكنها
-الفرق الوحيد ان الشطرنج لونين فقط اما اسود او ابيض اما عالمنا الحقيقى هذا رمادى اللون
لم اتوقف كثيرا امام تلك الكلمات المبهمة بقدر ما توقفت امام نظرة الحزن التى ازدادت حدة عما قبل
لم استطع طرد فضولى فى معرفة سبب حزنه من داخلى و التركيز فى اللعبة
احاول الظهور بالاندماج فى اللعب امامه حتى لا يلحظ نظراتى اليه بين الوقت و الاخر
فاكثرنا تفاؤلا و املا اراه الان اكثرنا تشاؤما و يأسا و حزناً ايضا
(5)
-اتدرى لما لا توجد ملكة فى تلك الرقعة ؟
للمرة الثانية اهز رأسى بالنفى
- اعتقد انها تكتفى بمراقبة من يحاربون من اجلها من دون ان تلقى بالا بالتدخل فى تلك الحرب
و هل تعتقد ان الحرب تجوز فى حضرة الملكة؟؟
و لكن ترى هل تكون سعيدة بمراقبة هؤلاء الذين يموتون من اجل اسعادها؟؟
الان فقط ايقنت ان وراء نظرة الحزن تلك امراة
- اتدرى ما قد يحدث لو وجدت ملكة على تلك الرقعة؟؟
قال تلك الكلمات و هو يحاصر ملكى الابيض بقطعه السوداء اللون
ولكن قبل ان اجيبه قال:
- عندها فقط يموت الملك.
(6)
لم ادرى وقتها من كان يقصد بكلمة الملك و لكنى منذ ذلك اللقاء اصبحت ادرك انه
عندما يحب .... هكذا يموت الملك


7 التعليقات:



Unknown يقول...

احمد ، انا أول مرة أدخل بلوجك ..
ورغم اني بشوفك في الحقيقة إلا أني حاسس اني بعرفك لأول مرة ..

استمر يابني ، انت مبدع . :)

أحمد فضيض يقول...

الفكرة النهائية مذهلة ..

يسلم العقل الذي توصل إليها :D

كما قال عمرو .. أنت مبدع

احمد حمدى سراج الدين يقول...

شكـــــــــــرا جدا ليك يا عمرو
على الزيارة الجميلة جدا دى
و اتمنى ان البلوج تكون عجبتك

احمد حمدى سراج الدين يقول...

عزيزى احمد شكـرا جدا
لك على المتابعة المستمرة
التى اتمنى ان تستمر دائما

وشكرا لك على الاطراء الرقيق

حسام يقول...

بجد النهاية تحفة تحفه تحفه
ربنا يوفقك

Mahmoud Abd El_Hady يقول...

في اليوم اقرأ الكثير والكثير بلا تعليقات

هذا العمل يفرض علنا التعليق

فهو لا يستحق منا اقل من كلمة " ابداع "

تمنياتى باستمراريه الابداع

احمد حمدى سراج الدين يقول...

حسام:

نورتنى
و شكرا على المجاملة الرقيقة دى
=======================

د/ محمد عبد الهادى:

ميرسى اوووى لذوق حضرتك
و للكلام الرائع ده فى حقى

و اتمنى انك تنورنى دائما