اللعبة


اللـــعـــبــــــــــة
على الهامش : نعم ... لازلت احبك و لكن بعض الحب مكانه قصاصات الذكريات ... يبقى لاننا لا نستطيع ان نمحوه من ذكراتنا ... يبقى دائما ليذكرنى باجمل امراة قد عشقتها ذات يوم.
(1)
" الحب الاحادى هو انبل انواع الحب و افضلها على الاطلاق ... لانه حب بدون غاية ... حب حكم عليها غيابيا بالاعدام دون ان يحظى بمحاكمة عادلة ... حب يبقى عالقا داخلنا طوال ايام حياتنا ... و لكنه فى نفس الوقت اكثر انواع الحب ايلاما ... لا اعلم لماذا اجد ذاتى فى هذا النوع من الحب ... هل لاننا انساق اليه رغما عنى فاجد نفسى مجبرا على التعايش معه ... ام لاننى حتى الان لم اجرب اى نوع من انواع الحب غير هذا النوع ... و لكن رغم ذلك لا انكر انه له شاعرية خاصة جدا ربما تنبع هى الاخرى من مأساويته ... جميل ان يتسع قلبك ليحتوى صور لاشخاص ظننت يوما انهم هم من يستحقوا هذا الحب حتى اتضح العكس ... و لكن من هو السبب ... هل هم لانهم لم يستطيعوا ان يحسوا بمقدار الحب الذى تحمله لهم ... ام انا لانك لم تستطيع ان تعبر لهم بالطريقة المثلى عن مقدار ذلك الحب ... و لكن ما هى الطريقة المثلى؟ ... لا اعرف.
(2)
لا ادرى لما احسست بشئ تجاهك منذ المرة الاولى التى رأيتك فيها ... لا ادرى لماذا عشقت عيونك المائلة الى الزرقة ... لا ادرى لماذا عشقت شعرك الاشقر و ان كنت لم اراه و لكنه يجب ان يكون اشقر لتكتمل روعة اللوحة... اى لون اخر سوف يكون بقعة تخرب جمال اللوحة ... ربما كانت تلك الطفولة البرئية فى ملامحك هى السبب الاكبر فى عشقى لك ... و لما لا فانتى بالفعل طفلة رغبت يوما ان تكون طفلتى ... رغبت ان تكبرى بين ذراعى و بجوارى ... رغبت ان اضيف بعض البهجة الى لوحتى بحضورك ... فكرت فى انك تستطيعين ادخال الكثير من الالوان المبهجة الى لوحة يكسوها اللون الاسود و الرمادى ... لوحة تركت فيها مساحة بيضاء لتتسع لحضورك ... مساحة اصبحت سوداء لاننى لا اريد امراة غيرك لتسكن بداخلها ... لماذا انجذبت اليك ؟... لا اعرف.
(3)
ربما كانت اروع لحظات قصتى معك هى تلك التى اجلس فى المساء استمع الى احد ممن يعرفونك لعله يميل بالحديث تجاهك فاعرف عنك المزيد ... و لكن حتى المزيد لم بكن كافى بالنسبة لكِ ... لقد عرفت عنك الكثير و جهلت عنك الاكثر ... عرفت كم تحبين السهر ليلا ... عرفت كيف تمارسين طفولتك بمشاهدة افلام الرسوم المتحركة ... عرفت ان تكرهين الاستيقاظ مبكرا ... عرفت كيف كنت تتركين انوار غرفتك مضأة حتى الفجر و انت تجلسين امام كتبك ... عرفت الكثير و لكن لا ادرى لماذا لم الاحظ مدى التناقض بيننا الا الان ... لا ادرى لما لم الاحظ اننا نمارس طقوسنا بشكل معكوس ... اذهب الى النوم فى الوقت الذى تستعدين فيه لبدأ يومك ... و تنامين فى اوقات يقظتى ... كانما القدر كان يحاول ان يخبرنا اننا لن نستطيع ان نكون معنا ... و ربما كان ذلك يجعلنى اعشقك اكثر ... و ربما لاننى فقط اردت ان احبك ... لا اعرف.
(4)
تصوب فوهة المسدس و تضغط على الزناد و ينتهى كل شئ ... ينتهى فى اقل من ثانية ... هكذا كان لعبتنا او هكذا اخترت انا ان العبها ... لعبتها بطريقتى المفضلة و المحببة ... لعبة الفرصة الواحدة ... تصوب و تضغط على الزناد ... فى اقل من ثانية تربح كل شئ او تخسر كل شئ ... ثانية واحدة حيث لا يوجد وقت للمساوامة ... حيث لا يوجد مكان للتنازلات ... فقط ثانية و ينتهى كل شئ ... ربما لم اعرف عنك ما يكفى ... ربما لم اعبر لك بالطريقة المثلى التى تفضلينها ... ربما كنت متحفظا اكثر مما ينبغى بالنسبة لاعتبارات اخرى ... و ربما اخطئت فى اختيارك انت ... و ربما كان شئ اخرى ... لا اعرف.
(5)
نعم ... لازلت احبك ... و لكن كل الفرص استنفذت ... و وجود فرصة ثانية يكاد يكون فى حكم الاستحالة ... فالطلقة الاولى تظل هى الاصعب و بعدها يعرف كل منا الاخر ... و يعرف كل منا ماذا يريد من الاخر و ماذا يريده منه الاخر ... لتنكشف كل الاوراق التى نحاول اخفائها ... لا زلت احبك ... و لكن انا قد انتهيت دورى فى تحريك قطعى على رقعة الشطرنج التى تجمعنا سويا ... و انا الان فى انتظار دورك فى اللعب ... فى انتظار احدى حركتين لم تعد احداهما تمثل مفاجاة بالنسبة لى ... اما ان ننهى اللعبة بفوز احدانا و ان كنا لا نعلم من منا سوف يكون هو الفائز ... او ان نصل الى التعادل لنبدأ جولة جديدة من اللعب .

0 التعليقات: