لعبة الاحتمالات


لعبة الاحتمالات
تتشابك بداخلى المشاعر ... احاسيس متضاربة تتقاتل من اجل حجز مكان بداخلى ... تتحارب من اجل ان تعبر عن نفسها على ملامحى ... بداخلى احساس بالحزن الممتزج بالفرح ... احساس بالكأبة المختلطة بالفخر ... لا ادرى ان كان ذلك حقيقة ما اشعر به ام انها واحدة من تلك الخدع الكلاسيكية التى قد يلجأ اليها العقل البشرى فى محاولة من حدة الامور التى يعتقد انها قد تتسبب فى صدمة لنا.
الحب و الحرب كلاهما معركة ... و دائما الفائز يبقى خاسرا فى النهاية ... فى الحرب يتحقق النصر فوق جثث و احلام الجنود ... و فى الحب تدور المعركة فوق قلوب و امانى العزل ... السلام مفهوم منقوص غير مكتمل ... السلام هو الطف و اعظم الاسماء التى قد نطلقها على معركة خسرها الطرفين ... معركة لم يكن احداهما بالقوة اللازمة ليربحها.
الحب هو اكبر لعبة من العاب المقامرة و الوهم التى عرفها الانسان فى يوم من الايام ... لعبة الاحتمالات ... تحب شخص لا يحبك ... يحبك شخص لا تحبه ... و تبدأ عجلة الروليت فى الدوران ... و تبدأ احجار النرد فى التراقص على الطاولة ... تبدأ لعبة طويلة من الاحتمالات قد تنتهى بحصولنا على نتيجة و قد تستمر اللعبة الى ما لا نهاية ... نضع الرهان و تتعلق اعيننا بعجلة الروليت و احجار النرد ... لا نفكر عندما نضع رهاناتنا و لكننا غالبا ما نخضع رهاناتنا لعواطفنا و اهوائنا و التى غالبا لا تتماشى مع اهواء الاخرين.
تبدأ اللعبة ... و تبدأ معها حلقة من الرهانات الخاسرة و الاحتمالات الخاطئة ... شخص واحد يخرج فائزا من اللعبة و يترك الكثيرين ورائه ليندبوا حظهم و سوء رهاناتهم ... و لكنهم فى الحقيقة يندبون رهانات غيرهم حتى و ان لم يعلموا.
اسوء الرهانات هى الرهانات الخاسرة ... و لكن الاسوء هو اننا على استعداد ان نراهن على نفس الاشخاص مرات و مرات متعاقبة على امل ان يتغير حظنا فى كل مرة ... و فى مقابل خيبة امل جديدة كل مرة ... و فى كل مرة نبحث عن اعذار واهية نبرر بها فشلنا .. لا ندرى اذا كنا نفعل هذا لنحسن صورتنا امام انفسنا – على الاغلب – ام امام الاخرين.
تختلط المشاعر بداخلى ... بقدر سعادتى بقدرتى على المصارحة ...بقدر حزنى على ضياع الفرصة من بين يدى ... بقدر فخرى بارتكاب فعل المصارحة ... اجدنى فى غاية الكأبة لضياع كل فرصى معكى ... لقد مرت قرابة الشهرين و انا استحضر كلماتك تلك ... قرابة الشهرين و انا احاول ان اتذكر كم كانت قاسية كلماتك ... شهرين و صورتك تقفز كل يوم و كل ساعة فوق كل ما احاول ان انساك به ... شهرين و انا اطلع وجوه النساء لاخرجك من داخلى و من داخل قلبى و عقلى لاجدنى ابحث عنكى بينهن ... ابحث عن عينيك الزرقاوتين فى عيونهن ... ابحث عن شعرك الاشقر بين خصلات شعورهن ... ابحث عنكى بلا جدوى ... شهرين و انا لا استطيع ان اتخيل امراة غيرك ... فانت من اسس مفاهيم الجمال بداخلى ... انت من علمتنى كيف تصبح المراة لوحة رائعة تستحق ان تعلق على جدران المتاحف ... انت من علمتنى ان الجمال يستحق ان نسافر خلفه مئات الاميال حتى نستمتع به للحظات ... انت من اعادة الى احترام المهوسين بالفنون و علمتنى انهم ليسوا مجانين فى ذلك ... فانا الان اكبر مهوس بكِ ... احاول لانسى فتتسللى خفية الى احلامى ... احاول ان اتماسك و لكن لا ادرى الى متى استطيع الصمود ... لا ادرى ماذا سافعل عندما القاك المرة القادمة ... و لكننى اعلم اننى لست من هولاء الذين يراهننون على نفس الرقم مرتين ... و اعلم ايضا اننى سوف ادخل مرة اخرى فى حالة من الاحاسيس المتشابكة ... حيث يختلط بداخلى احساس بالحزن الممتزج بالفرح ... احساس بالكأبة المختلطة بالفخر ... و لكن هذا الحين سوف اظل احاول ان انساك ... ان اغير مفاهيم الجمال التى رسمها وجههك الجميل بداخلى.
سبق و ان اخبرت انه يبقى ايمان بداخلى اننى قد تغيرت من اجلك انتِ ... و لكن ينبت بداخلى يقين جديد باننى اتغير من خلالك انت ... اتغير و يبقى بداخل عقلى و قلبى صورة و ايمان ... صورة شعرك الاشقر و عيونك الزرقاء و ابتسامة خلابة تأسر كل من ينظر اليك ... و ايمان بانك اجمل امراة احببتها و عشقتها ذات يوم.
تمت بحمد الله تعالى
29 ابريل 2011

0 التعليقات: