عن الهزيمة و الاستسلام و اشياء اخرى


تتجاوز الساعة الثانية مساء ولكنى اجد نفسى غير قادر على النوم ... انظر الى عقارب الساعة التى تبدو فى حركتها الرتيبة كانها تدور للمرة الاخيرة فى رغبة ان يطول الليل الى مالا نهاية ... احساس غريب يغرينى بالكتابة فى هذا الوقت المتأخر ... لا ادرى ان كانت تلك الرغبة فى الكتابة تنبع من رغبتى فى الافصاح عما بداخلى لاحد ما لا يعرفنى و لا اعرفه ام لاننا قد نكتب ما لا نستطيع ان نقوله ... اكتب و انا على اعتاب ارتكاب اكبر الحماقات فى حياتى ... هل هناك حماقة اكبر من ان ترتكب فعلا قد تربح منه شيئا اذا نجحت او تخسر اشياء فى حالة فشلك ... لماذا تبدو تلك الكلمات مكررة ؟ ... ربما لاننى قد قلتها سابقا ... سوف احاول طرد هذه الفكرة من عقلى الى الابد ... فالانسحاب هذه المرة لا يختلف كثيرا عن الهزيمة ... لن الجأ للانسحاب مرة اخرى ... قمة السذاجة هى ان نكرر اخطاء الماضى ... هذه المرة احسها مختلفة ... نعم هذه المرة اما ان اخسر كل شئ و لكنى قد اربح اشياء ... لقد تعلمت ان المتعة تكمن فى المحاولة ... الهزيمة و الانتصار مفاهيم غير كاملة ... نعم قد اهزم و لكن عندها سوف اربح على الاقل شرف المحاولة ... هذه المرة مختلفة ... فانا على استعداد بان اضحى بكل ما يربطنى بك من اجل شئ اعمق و ابدى ... قد اضحى بصداقتنا ... قد اضحى باى شئ و كل شئ ... صداقتنا سوف تنتهى الان او لاحقا ... ستنتهى بايدينا او بايدى الاخرين ... اضحى بكل شئ من اجل معنى اعمق ... لن اصمت هذه المرة ... لقد تعلمنا ان الصمت من ذهب و لكنه ايضا قد يكون ارخص من التراب ... لانه ليس صمت الحكماء و لكنه صمت الجبناء و الضعفاء ... و انا لن اكون ضعيفا هذه المرة ... لقد مللت الضعف ... اما الانتصار او الهزيمة ... لا وجود لمسميات اخرى غيرالانتصار او الهزيمة ... ساحاول ... فانا الان افضل ان اهزم على ان اهرب ... نعم هذه المرة مختلفة ... فانا اصبحت امتلك القدرة على ان اغير من نفسى ... القدرة على ان اخوض معاركى بنفسى ... القدرة على المواجهة ... القدرة على القفز من على الهامش الى منتصف الصفحة لاقول ما اريد و احصل على ما اريد ... لا ادرى اذا كنت انت السبب فى هذا التغير ... ام انت الغاية من هذا التغير ...لكن يبقى إيمان بانه من اجلك انت .